قصة حامل القمامة 
في الصباح الباكر خرج الفهد يمشي بخطى ثابتة كي يصطاد طعاما له ولأسرته 
ولما رأته الحيوانات ارتعدت من الخوف واختبأت وراء الشجر 
قال القرد وهو يرتجف خوفا:ما أقوى هذا الفهد! اني اخاف منه خوفا شديدا
قالت الغزالة:اني لما اراه اخاف ايضا فهو يستطيع ان يلتهمني في فمه بسرعة البرق 
اما الحمار الوحشي قال:يا تعس حظي اني واخواني من الحمير الوحشية طعامه المفضل وكم يملأ بطنه من عشيرتي وقومي.ثم توقف عن الكلام واغرورقت عيناه بالدموع حينما تذكر حميرا عاش معهم ثم افترسهم هذا الفهد القوي
قالت الزرافة:انه يعود كل يوم حاملا معه صيدا وفيرا فتتلقاه زوجته وابناؤه الفهود الصغار فيأكلون ويشبعون وهم فرحون 
ولما انتهى الجميع من كلامهم قال الثعلب:انه حقا فهد قوي وانتم جميعا تخافون منه 
قالت الزرافة:حقا ..كلنا نخاف ان نكون طعاما له
قال الثعلب:ولكني استطيع ان اجعله يحمل قمامة بيتي
ضحكت الحيوانات من قول الثعلب قال القرد:لعلك تقصد انك سوف تحمل قمامة منزله تقربا اليه حتى لا يأكلك?
اجاب الثعلب في اصرار رافعا صوته حتى تسمعه جميع الحيوانات:بل سوف يحمل قمامة بيتي و سوف اريكم اياه وهو يسير خلفي يحمل القمامة ولكن اعطوني وقتا 
قالت جميع الحيوانات;لن نخسر شئ اذا انتظرنا ارنا ما انت فاعل
انتظر الثعلب في طريق الفهد وهو عائد الى بيته يحمل صيده بعد رحلة صيد طويلة وقال له في خضوع شديد:سيدي الفهد القوي اني اراك كل يوم تذهب الى الصيد في الصباح الباكر وتعود مرهقا في حر الشمس تحمل صيدك 
نظر الفهد الى الثعلب والغضب يملأ عينيه وقال;ماذا في ذلك ?
قبل ان يشتد غضبه قال الثعلب :واني معجب بك اشد الاعجاب
هدأ الفهد قليلا وقال.شكرا المهم ماذا تريد الان فأني مرهق واريد ان استريح ?
قال الثعلب:لااريد شئ فقط اريد ان افعل شئ لاعبر عن اعجابي بك وتقديري لك 
قال الفهد:ماذا تريد ان تفعل
قال الثعلب:اسمح لي ان اجعلك تستريح في بيتك العزيز كريما وسوف يأتيك في كل يوم طعام وفير يكفيك انت واسرتك و توفر انت فتوتك وقوتك فالملوك امثالك ينبغي ان يخدمهم غيرهم و لا يرهقوا انفسهم بالصيد والتعب والقيام المبكر للجري في الغابة ومطاردة الحيوانات 
لعبت الكلمات في رأس الفهد وانتفخت اوداجه بكلمات الاطراء والمديح
ثم رفع رأسه الى الثعلب وقال له;متى تبدأ في احضار اللحم اللذيذ
قال الثعلب:من غد في الصباح يأتيك طعامك يا مليكي 
عاد الفهد الى منزله شارد الذهن والقى صيده ولم ينظر الى زوجته وابنائه الفهود الصغار وتركهم يأكلون وجلس جانبا يفكر 
اقبلت عليه زوجته وسالته;ماذا بك؟فلست كعادتك؟
قال الفهد :لا شئ غير اني مللت الخروج والتعب والصيد فانه لا يليق بفهد قوي مثلي ان يتعب كل هذا التعب من اجل صيد مرهق كهذا 
قالت زوجته ;من اين سنأكل ؟
فقال الفهد :سوف يأتيني الثعلب بالطعام وانا مستريح في بيتي انه شديد الاعجاب بي
قالت زوجته ;ولكن لماذا يكلف الثعلب نفسه كل هذا العناء ليجعلك تستريح ؟
فقال الفهد :هكذا الاعجاب انت لا تعرفين قدر زوجك الظيم 
قالت زوجته ;لست مستريحه
كان الثعلب يذهب الى الفهد كل صباح حاملا معه اللحم وظل على هذا الامر اسبوعا كاملا

ركن الفهد الى الراحةوصار يستيقظ متأخرا فيجد اللحم امام بيته فيقوم متثائبا ويأخذ اللحم ويأكل هو واسرته
اطمئن الثعلب الى ركون الفهد للكسل وتعوده على الاعتماد على ما يأتيه به من اللحم فأخذ يتأخر رويدا ...رويدا حتى صار يأتي باللحم بعد الظهر
قالت الزوجه للفهد:ان الثعلب الان ياتي متأخرا وأطفالنا الفهود جياع 
قال الفهد: لعل له عذرا اصمتي فأنتي لا تحبين لي الراحه
بعد طول انتظار اتى الثعلب متباطئا حاملا اللحم فسأله الفهد عن سبب تأخره فقد آلمه الجوع هو واطفاله فصاح الثعلب في وجهه وقال :لكل امر ظروفه خذ اللحم وكل وانت صامت 
طأطأ الفهد رأسه واخذ اللحم ودخل بيته وجلس يأكل هو واسرته وهو يقول:والله ان هذا الثعلب يتعب كثيرا من اجلنا 
اما زوجته فكانت تنظر اليه متعجبه من انكسار زوجها 
وفي اليوم الموعود اخبر الثعلب الحيوانات انه سوف يريهم ما وعدهم به وان يصطفوا في الطريق كي يشاهدوا الفهد وهو يحمل القمامة ويسير خلفه
تعمد الثعلب ان يأتي متأخرا حتى اكل الجوع عقل الفهد وجاء حاملا معه كيسا قذرا ولما رأى الفهد القى اليه الكيس وقال له اتبعني حتى تأخذ اللحم 
حمل الفهد كيس القمامة القذر وسار خلف الثعلب والحيوانات جميعا ينظرون ولا يصدقون ما ترى اعينهم فها هو الفهد يسير منكسرا ويحمل كيس القمامة خلف الثعلب الذي يسير شامخا رافعا رأسه
تعمد الثعلب ان يسير في ضوء الشمس بعيدا عن الاشجار حتى تراه الحيوانات بصورة واضحه 
نظر الفهد الى ظله الضخم وهو يسير خلف الثعلب فشعر بغصه في قلبه وأدرك انه قد اهان نفسه حين ركن الى الكسل ولم يخرج للصيد واعتمد على الثعلب في جلب الطعام
ولما عاد الى بيته جلس الفهد يفكر في امره ثم انتفض واقفا وقال لزوجته:سوف اخرج للصيد مبكرا في الغد كي احضر طعامنا كما كنت افعل من قبل 
وفي الصباح خرج الفهد للصيد بخطاه الثابته ولما رأته الحيوانات اختبأت منه خلف الاشجار وهم يرتجفون خوف منه ووقف معهم الثعلب يرتجف ايضا
قال له القرد:عجبا لك ايها الثعلب جعلته بالأمس يحمل قمامة منزلك واليوم ترتجف خوفا منه
قال الثعلب:كنت بالأمس أطعمه اما اليوم فهو صاحب الكد والعمل



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق