عندما يتجرد المعلم من الجانب الإنساني وكذلك التربوي لو كنا بصدد مهنته , فإنه حتما سيقع في شر أعماله ما دام يعامل طلابه بتلك الأنف المتغطرسة التي تبالي بمواهبهم .
ولكن للأسف الشديد تعرض إبنه لموقف سخيف من مدرس اللغة العربية بالفصل , والذي طلب منهم كتابة موضوع تعبير عن قصة مأساة أم قامت بتربية أولادها وفي النهاية تركوها لدار المسنين دون أن يسألوا عنها .
قام الطالب بكتابة الموضوع التحريري في أربع صفحات وسلم الكراسة للمعلم في منتصف الأسبوع , حتي جاء موعد حصة التعبير الشفوي , وقام المعلم بتوزيع الكراسات للطلاب , ونادي علي إسم الطالب صاحب القصة المكتوبة في أربع صفحات , وقال له كلمات غليظات بذلك النص " يا إبني لما أطلب منك كتابة موضوع تعبير , معناها تعتمد علي نفسك وتكتب صفحة أو نص , مش تدخل علي النت وتجيب لي قصة من أربع صفحات تقرفنا معاك "
وهنا شعر الطالب بالحرج الشديد بين الطلاب , وحزن حزنا شديدا , وجلس مكتئبا .وأثناء الحصة كتب المعلم لهم الموضوع الجديد المطالبين بتحضيره للحصة القادمة , وكان أيضا عن قصة تنتهي بعبارة " وبعد كل هذا التعب , إستطاع أن يحقق كل طموحاته ويسعد والدته "
وقبل انتهاء الحصة , كان الطالب قد انتهي من كتابة الموضوع وطلب من المعلم أن يقرأه في لحظته ليثبت له أن موضوعاته يرتجلها من رأسه ولا يعتمد علي مواقع الانترنت في كتابتها .
ورآها المعلم , ولم يحييه ولم يشجعه , ولكن نظر إليه نظرات ساخرة وقال له " إقعد يا نجيب محفوظ "وعندما ذهب والده لإدارة المدرسة يشكو لها تصرف الطالب , أجمع أعضاء هيئة تدريس المدرسة علي خطأ المعلم , الذي أصر علي تكبره وعناده وعدم إعترافه بموهبة الطالب , كذلك عد إعترافه بخطئه , وقال عن نفسه " محدش ليه دعوي بيا , أنا أغبي مدرس في مصر " .