يعتبر صيام العشر الأوائل من ذي الحجة من أعظم أجرا في صيام التطوع لما فيه من ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى ولكن يتساءل الكثيرون لماذا نطلق عليها صوم العشر الأوائل من ذي الحجة ولكن مع ذلك نقوم بالصوم حتى اليوم التاسع وهو يوم عرفة، بينما يُستثنى صوم اليوم العاشر منها وهو يوم العيد، لأن تعاليم ديننا الحنيف ينهانا عن الصوم في أيام العيد.
فضل صوم عشرة من ذي الحجة


لصوم الأيام العشرة من ذي الحجة فضلٌ كبير: من أهم الدلائل على فضل وأهمية العشر من ذي الحجة هو أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بها، فقال تعالى: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر)، لذلك ما أجمل أن يستغلّ المسلم هذه الأيام الفضيلة في أداء العبادات والطاعات من صوم وصلاة ودعاء، وذلك للتقرب من الله سبحانه وتعالى والحصول على رضاه بالإضافة إلى الأجر والثواب العظيمين. فيه يوم عرفة وفيه يُكفِّر الله سبحانه وتعالى صغائر الذنوب في السنة التي تسبق والسنة التي تليه، ولكن هذا التكفير مقرون بترك كبائر الذنوب والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. 

في صيام النوافل بشكلٍ عام وصيام العشر من ذي الحجة بشكلٍ خاص يُعوض العبد الخلل الحاصل في أدائه للفرائض والعبادات، وفيها يرفع الله سبحانه وتعالى المسلم درجات، ويزيد من حسناته ويُكفّر سيئاته. الأعمال المستحبة في أيام العشر من ذي الحجة الحج: وهو من أهم الأعمال المفروضة على من استطاع إليه سبيلا، أمّا من لم يستطيع الحج فيُستحب له القيام بباقي الأعمال المذكورة في النقاط التالية. الصوم: من أفضل الأعمال بعد الحج، ولصوم أيام ذي الحجة فضل كبير وخصوصاً اليوم التاسع منها وهو يوم عرفة، ولصائمها مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى. عبادات مختلفة: كقراءة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى كثيراً بالتسبيح والاستغفار، بالإضافة إلى الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الأرحام. الصدقة: إخراج الصدقات للفقراء والمساكين، وسدّ الدين عن المدينين وغير القادرين على سداد ديونهم. التكبير: من الأعمال المستحبة فيها أيضاً التكبير بصوتٍ مرتفع في المسجد والطرقات والمنازل وفي جميع الأماكن.

ما حكم صيام عشرة ذو الحجة(تسعة ايام من ذو الحجة )

العشر الأول من ذي الحجة من المواسم العظيمة التي يعظم الله فيها الأجر ، وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعات عموما في هذه الأيام فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :( ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله ثم لا يرجع من ذلك بشيء)

والصيام من أعظم القربات ، وأفضل العبادات لذلك كان يواظب الرسول صلى الله عليه وسلم الصيام في الأيام البيض ناث عشر ورابع عشر وخامس عشر من كل شهر ، ويصوم الاثنين والخميس ويرغب فيه، والصيام يدخل في عموم قوله عليه السلام :” العمل الصالح ” ومع ذلك فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة ففي حديث هنيدة بن خالد عن امرأته قالت حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه و سلم :( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَتِسْعًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْرِ وَخَمِيسَيْنِ)أخرجه النسائي وغيره ، وصححه الألباني رحمهم الله جميعا

لماذا نصوم تسع أيام من ذي الحجة ونطلق عليها صيام عشر أيام ؟

كما أنه شرع صيام يوم التاسع وهو يوم عرفة ، وهو داخل في عموم العشرة، وإنما خرج اليوم العاشر وهو يوم النحر (العيد) من جواز الصيام فيه بالنص، لأنه عليه السلام نهى عن صيام يومي الفطر والأضحى ، وقد ثبت أن رسول الله كان يصوم الأيام العظيمة شكرا لله وتقربا، كما في عاشوراء لأن الله سبحانه نجى فيه موسى عليه السلام ، والاثنين لميلاده ورفع الاعمال فيه ، والخميس لرفع الأعمال…الخ

هل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بدعة ؟

لذلك جميعا فلا يصح القول ببدعية الصيام في أيام التسع الأول من ذي الحجة ، بل هو سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى ولو لم يصح هذا الحديث فإنه لا خلاف في أن الصيام من العمل الصالح. وإنما البدعة تكون فيما لم يشرع في أصله أو بوصفة ، والصيام مشروع بأصله في رمضان وغيره بل في أيام التسع من ذي الحجة ، وثبت صيامه عليه السلام في التسع وفي عرفة فهو مشروع بوصفة، وبذلك فلا أرى وجها القول ببدعيته بل هو سنة من سنن المصطفى عليه السلام

واما استدلال البعض بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما أنها قالت : ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام العشر قط ) فالحديث ايضا صحيح عند ابن ماجة وغيره صححه الالباني رحمهم الله جميعا
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق