ما لم يتجرأ على قوله الآباء وأولياء أمور التلاميذ والتلميذات قاله وزير التربية المصري الدكتور طارق شوقي، ماذا قال وزير التربية المصري حتى أثار غضب وحنق النقابات التدريسية والقطاعات التعليمية في مصر وطالبوه بالاستقالة، قال ببساطة ووضوح نص المعلمين حرامية ، عندما يأتي الاتهام من داخل البيت التربوي، علينا ان نصدقه….
لا يهمنا ماذا سيكون مصير الوزير المصري الذي وضع إصبعه على الجرح وشخص بعض وليس كل أسباب تدهور التعليم ليس في مصر الحبيبة، بل في كل الوطن العربي وأولها الكويت، التي مازالت بعد أكثر من قرن على التعليم النظامي ونصف قرن على افتتاح المعاهد والكليات التربوية وآلاف الطلبة المبتعثين إلى الخارج في التخصصات التربوية، مازالت مدارسنا تعاني من نقص في الهيئات التعليمية المحلية ما يجبر وزارة التربية على جلب مدرسين من الخارج وعلى الأخص مصر التي نصف مدرسيهم وصفهم وزيرهم بالحرامية.

ترى ماذا سيقول وزير تربيتنا محمد الفارس بعد قول الوزير المصري، وقد تعاقدت وزارته هذه السنة ككل السنوات السابقة مع آلاف المعلمين الجدد من مصر ومن غيرها، ولسوف تبقى وزارة التربية تتعاقد وتجلب مدرسين غير مؤهلين برواتب خيالية من الخارج الى مدارسنا طالما لا يوجد قرار مركزي يفرض تكويت القطاع التعليمي.

عندما يكون التعليم فاسداً يكون البلد فاسداً والمجتمع فاسداً ، في التعليم الركيزة الأساسية في بناء قوة البلد والمجتمع الأخلاقية اولاً والتنموية تالياً، لا نريد أن نكرر أو نضرب أمثلة عن الأمم التي نهضت بعد تخلفها لأنها اهتمت بالتعليم ، فلا نشك التربويين والقيادات التعليمية وأنتهاءً بالوزير لا يعلمون تلك الأمثلة من بلدان متقدمة في المجال التعليمي، ولا نريد أن نضع أصابعنا في عيون المسؤولين التربويين ونقول لهم أنتم السبب في فساد وتخلف التعليم، وفساد وتخلف البلد فهم أدرى من غيرهم أو يفترض هم أدرى من غيرهم بمكامن الخلل ومكامن القصور، في التعليم في الكويت يتدهور لأنه يعتمد على معلمين وصفهم وزيرهم بالحرامية، والنصف الاخر جهلة و تقليديون.

لم نعرف في الكويت الدروس الخصوصية، واليوم هناك معاناة مع الدروس الخصوصية ومعاناة من إيجاد مدرس يتكرم بالموافقة على تدريس ابنك الدروس الخصوصية لأن برنامجه مليان ومش فاضي من بعد نهاية الدوام المدرسي ولغاية منتصف الليل يقدم دروسا خصوصية، أليس هذا تدهورا للتعليم في بلد تصرف المليارات على التعليم، التعليم في الكويت بات تجارة مربحة، المعلم يمارس التدريس الخصوصي وطبع مذكرات وأسئلة الامتحانات وبيعها على الطلاب وبخاصة في المراحل النهائية في الثانوية العامة والجامعة، انني لا اريد ان اقول ان نص المعلمين حرامية، فما قاله وزير التربية المصري كان ضربة معلم وفي الصميم.

يبقى اخيراً أن نقول ما رأي وزير تربيتنا هل يوافق على ما قاله زميله المصري؟ فإن كان يدري فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم، ونحن في الأخير نقول التعليم يتدهور عاماً بعد عاماً، والله يكون في عون ابنائنا وفي عون الأجيال القادمة وفي عون وطننا ما بقي التعليم يتولاه غير ثقاة.

المصدر جريدة السياسة الكويتية : http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9/

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق