بحث عن تطوير الريف المصري حياة كريمة |
بداية جهود الدولة لتطوير الريف المصري
أشارت دراسة تابعة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أنّ مشروع "تطوير قرى الريف المصري" يهدف إلى تغيير شامل ومتكامل التفاصيل لجميع قرى الريف المصري، التي تم حصرها بـ"4741 قرية" وتوابعها "30888" عزبة وكفرًا ونجعًا، من أجل إحداث تغيير جذري في حياة ما يقرب من 55 مليون مواطن مصري في 25 محافظة، وبالتناغم بين كافة الأجهزة الحكومية المعنية بدأت المرحلة الأولى لتطوير 1500 قرية وتوابعها في حوالى 51 مركزًا، ليشمل التطوير كافة جوانب البنية الأساسية والخدمات، والنواحي المعيشية والاجتماعية والصحية.
مراحل المشروع القومي لتطوير الريف
المشروع القومي لتطوير الريف المصري سيتم على ثلاثة مراحل وهي:
- المرحلة الأولي: تضم القرى ذات نسب الفقر من 70% فما أكثر
- المرحلة الثانية وتضم القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70%
- المرحلة الثالثة وتضم القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%
معايير مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصري بمحافظات مصر
يتم تحديد القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لمعايير مثل:
- ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات
- انخفاض نسبة التعليم، وتوافر المدارس وارتفاع كثافة الفصول
- الاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية
- حالة شبكات الطرق،
- ارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.
اهتمت كثير من الجهود التنموية عبر عقود عديدة بالريـف المصـري، وربمـا أقربهـا للذاكـرة مشـروع شـروق للتنميـة الريفيـة وتطويـر الألـف قريـة الأكثر فقـرا، وذلـك قبـل ثـورة 25 ينايـر 2011، وعلى الرغم من تلـك الجهـود، ظلـت معدلات الفقر تزداد بمحافظة ريـف الوجـه القبلي، وهو الإقليم الأكثر فقرا في مصـر.
وتؤكـد المؤشـرات التنمويـة فـي مصـر علـى التفـاوت القائـم بيـن الحضـر والريـف، وبالأخـص ريـف الوجـه القبلـي، فوفقا لمسـح الدخل والإنفاق والاسـتهلاك 2019-2020 يُعـد ريـف الوجـه القبلـي هـو الإقليـم الأفقـر فـي مصـر، حيـث تصـل نسـبة الفقـر فيـه إلـى 48.15%، يليـه الريف عموما بنسـبة 34.78%، وفـى مراتـب تاليـة تأتـى باقـي الأقاليـم الجغرافيـة ، حيـث تصـل نسـبة الفقـر فـي الحضـر إلـى 22.95%، والحقيقـة أنـه رغـم الاختـلاف الطفيف في تقديرات الفقـر عبـر السـنوات، فـإن الاتجـاه لـم يتغيـر، فريف الوجـه القبلـي رغـم الانخفـاض الطفيـف فـي نسـبة الفقـر فيـه مقارنـة بسـنوات سـابقة
فإنـه يُعـد الأفقـر علـى مـدار هـذه السـنوات، ولتوضيـح عـبء الفجـوة التنمويـة الجغرافيـة لغيـر صالـح ريـف الوجـه القبلـي، يتعيـن التأكيـد وفقا للمسـح نفسـه السـابق الإشـارة إليـه أن 48% مـن سـكان ريـف الوجـه القبلـي لا يسـتطيعون الوفـاء باحتياجاتهـم الأساسـية مـن الغـذاء وغيـر الغـذاء، ولايـزال ثلثـا الفقـراء يقطنـون فـي الريـف، و43% منهـم يعيشـون فـي ريـف الوجـه القبلـي بينمـا يقطـن فيه حوالـى 26% مـن السـكان.
ومما لا شـك فيه أن السـؤال الذي يطرح نفسـه، لمـاذا علـى مـدار سـنوات طويلـة لـم تـؤد الجهـود المتعـددة لتنميـة الريـف، وبالأخـص ريـف الوجـه القبلـي، إلـى إحـداث تحـول تنمـوي جوهـري فـي أوضـاع هـذا الإقليـم، فالانخفـاض الطفيـف فـي معـدلات الفقـر فـي هـذا الإقليـم يلقـي بظلالـه علـى مـدى نجاعـة الجهـود التنمويـة التـي تتـم فيـه، يسـعى هـذا المقـال لإلقـاء الضـوء علـى ملامـح الإشـكاليات الهيكليـة فـي تنميـة الريـف المصـري والتـي تقتضـي حلـولا غيـر اعتياديـة.
أولا: المشروع القومي لتطوير الريف المصري حياة كريمة
حظـي الريـف المصـري باهتمـام رئاسـي منـذ عـام 2019 عندمـا تـم تدشـين
المبـادرة الرئاسـية الرئاسية لتطوير الريف المصري "حيـاة كريمة"، وهي
مبادرة هدفها تحقيق هدف العدالة المكانيـة، وهـو هـدف مـن الأهداف الرئيسـة
لرؤية مصـر 2030.
تمُثـل هـذه المبـادرة نموذجًا للشـراكة بيـن الـوزارات والمؤسسـات الحكوميـة المعنيـة ،والقطـاع الخـاص والمجتمـع المدنـي، تتمثـل فـي الـوزارات والمؤسسـات الحكوميـة المعنيـة فـي وزارات التضامـن الاجتماعـي والتخطيط والتنمية الاقتصاديـة والقـوى العاملـة والتنميـة المحليـة والماليـة، بالإضافـة إلـى جهـاز تنمية المشـروعات المتوسـطة والصغيـرة ومتناهيـة الصغـر وغيرها مـن المؤسسـات الحكوميـة، كمـا يشـارك فيهـا يشـــير تحليـــل معـــدلات الفقـــر فـــي مصـــر وتوزيعهـــا جغرافيـا إلـــى اســـتمرار وجـود فجـوة جغرافيـة تنمويـة لغيـر صالـح المناطـــق الريفيـــة عامـــة، وريـــف الوجـــه القبلـي علـى وجـه الخصـوص، حيـث تصـل نســـبة الفقـــر فيـــه إلـــى 48.15%.
أهداف مبادرة تنمية الريف المصري
تتحـدد أهـداف المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري فـي أربعـة أهـداف
اسـتراتيجية، وهـي:
- بنـاء الإنسـان
- تحسـين جودة حيـاة المواطنيـن
- تحسـين مسـتوى معيشـة المواطنيـن الأكثـر احتياجـا
- توفيـر فـرص عمـل لائـق ومنتـج
كانـت أهـداف التنميـة المسـتدامة وبالتحديـد الهـدف الأول، وهـو القضـاء
علـى الفقـر بـكل صـوره وفـى كل مـكان، والهـدف العاشـر الخـاص بالحـد
مـن التفـاوت داخـل البلـدان وفيمـا بينهـا هـي الأهـداف الملهمـة قرى
المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري ، ومـع ذلـك فقـد تماسـت كل تدخـلات
المبـادرة مـع مجمـل أهـداف التنميـة المسـتدامة، وربمـا قيمـة هـذه
المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري هـي قيامهـا بتصميـم تدخـلات قصديـة
لتحقيـق أهـداف محـددة فـي المناطـق الأكثـر احتياجـا، ولهـذا السـبب تـم
إعـداد صيغـة تمويليـة لتوزيـع الاسـتثمارات علـى القـرى المسـتهدفة
تأخـذ فـي الاعتبـار متغيريـن أساسـيين: وهمـا عـدد السـكان ومعـدل
الفقـر فـي كل قريـة بغيـة الوصـول إلـى سـقف تمويلي استرشـادي يؤخذ في
الاعتبـار عنـد تحديـد أولويات التمويل في كل قرية.
اسـتهدفت مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف في مرحلتهـا الأولى 143 قرية فـي 46 مركـزًا فـي 11 محافظـة، بواقـع 1.8 مليـون مسـتفيد، بلغـت نسـبة الفقـر فـي المحافظـات المسـتهدفة 76%، وبلغـت جملـة الاعتمـادات الموجهـة لقـرى المرحلة الأولـى 5.5 مليارات جنيه. وقـد أسـفر تقييـم المرحلـة الأولى من حيـاة كريمة لتطوير الريف المصري (2019 - 2021) وفقـا لمـا قـام بـه الجهـاز المركـزي للتعبئـة العامـة والإحصـاء عـن عـدد مـن النتائـج:
أولهـا، انخفـاض معـدل الفقـر بحوالـي 14 نقطـة مئوية
ثانيها، تحسن مؤشر جودة الحياة معدل إتاحـة الخدمـات الأساسـية بحوالـي 18 نقطـة
ثالثهـا، تحسـن فـي معـدل التغطيـة بالخدمـات الصحيـة بحوالـي 24 نقطـة
رابعهـا، تحسـن فـي معـدل التغطيـة بالخدمـات التعليميـة بحوالـي 12 نقطـة، وأخيـرا تحسـن فـي معـدل التغطيـة بالصـرف الصحـي بحوالـي 46 نقطـة مئويـة.
ثانيـــا: البرنامـــج القومـــي لتطويـــر الريـــف المصـــري
مـع بـزوغ عـام 2021، تـم إعـلان البرنامـج القومـي لتطويـر الريـف المصـري،
يغطـي البرنامـج الريـف المصـري ككل، بإجمالـي عـدد قـرى 4500 قريـة، و30888
مـن التوابـع والعـزب، فـي حوالـي 26 محافظـة، بعـدد سـكان يقـارب 57% مـن
سـكان مصـر، وتـم تحديـد أهـداف البرنامـج فـي التالـي:
- البنيـة التحتيـة الأساسـية
- شـبكات الميـاه والصـرف الصحـي
- شـبكات الغـاز
- الكهربـاء
- الاتصـالات والإنترنـت
- الخدمـات العامـة والاجتماعيـة المـدارس، المستشـفيات والوحـدات الصحيـة
- مكاتـب الخدمـات، الوحـدات الزراعيـة والبيطرية، مراكز الخدمـات الأمنيـة، المراكـز التكنولوجيـة
- مراكـز الشـباب الحماية الاجتماعية وتوفير فرص العمل برامج الحمايـة الاجتماعيـة والتمكيـن الاقتصـادي
المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى
ممـا لا شـك فيـه، أن شـمول البرنامـج للأهـداف الأربعـة السـابق الإشـارة إليهـا يشـير إلـى النظـرة التكامليـة فـي التنميـة، وكذلـك السـعي لضمـان اسـتدامة التدخـلات التنمويـة، وممـا لا شـك فيـه أن توافـر الإرادة السياسـية مـن المتغيـرات المهمـة لضمـان نجـاح مسـاعي تطويـر الريـف المصـري والعمل علي مدار اليوم لتطوير قرى الريف المصرى، بيـد أن الضمـان الكامـل لذلـك يحتـاج إلـى إعـادة النظـر فـي بعـض المشـكلات الهيكليـة والتـي تحتـاج معالجـات غيـر اعتياديـة.
يعـد توافـر الإرادة السياسـية مـن العقديـــن إلـــى اســـتمرار وجـــود فجـــوة جغرافيـــة تنمويـة لغيـر صالـح المناطـق الريفيـة عامة وريف الوجـه القبلـي علـى وجـه الخصـوص، ممـا يعيـد للأذهـــان أطروحـــات مدرســـة التبعيـــة المتنوعـــة عـــن العلاقـــة بيـــن المركـــز والأطـــراف، وإن كانـــت العلاقـة فـي هـذا المقـال تتركـز بالأسـاس علـى التفاوتـات بيـن المركـز والأطـراف علـى المسـتوى الوطنـــي، والتـــي تتعـــدد مســـتوياتها، فالحديـــث هنـــا ليـــس عـــن مركـــز واحـــد ثابـــت أو طـــرف واحـــد ثابـــت، ولكـــن حديـــث عـــن تـــداول الوحـــدات الجغرافيـــة وتقســـيماتها الإداريـــة صفـــة المركـــز والطـرف وفقـا لموقعهـا النسـبي للأكثـر تطـورا منهـا أو للأقـل تطـورا ونمـوا منهـا، والأمـر الـذى يتعيـــن إثـــارة الانتبـــاه حولـــه،
أن قـــراءة وتحليـــل بيانـــات الفقـــر مـــن الممكـــن أن تشـــير بشـــكل واضـــح للتفاوتـــات الإقليميـــة لغيـــر صالـــح ريـــف الوجـــه القبلـــي باعتبـــاره التفـــاوت الأكبـــر والأبـــرز ،ولكـــن بعيـــدا عـــن البيانـــات والتـــي لا تتوافـــر علـــى نطاقـــات إقليميـــة أصغـــر مـــن مســـتوى القريـــة والتـــي تقـــف عندهـــا خرائـــط الفقـــر – والمقصـــود هنـا توابـع القريـة المصريـة مثـل النجـوع والكفـور والعـزب – فـإن أطروحـة المركـز والأطـراف تتجلـى مســـتوياتها المتعـــددة ومواقعهـــا المتداولـــة، كـــى تتضـــح الفكـــرة، فـــإذا كانـــت القاهـــرة العاصمـــة هـــي المركـــز فـــإن أطرافهـــا باقـــي المحافظـــات، وكلمـــا حـــدث البعـــد الجغرافـــي عـــن العاصمـــة كلمـــا توافـــرت الأطـــراف، وعلـــى مســـتوى المحافظـــة
نجـــد عاصمـــة المحافظـــة هـــي المركـــز فـــي حيـــن قراهـــا هـــي الأطـــراف، وإذا مـــن بســـاطة الإحصـــاءات التـــي تنظـــر للريـــف كوحـدة واحـدة دون تباينـات، إن الدلالـة التنمويـة لهـــذا الطـــرح فـــي غايـــة الخطـــورة مـــن أكثـــر مـــن جانـــب، أولهـــا، أن توزيـــع الخدمـــات الأساســـية فـي مصـر ينحـاز للمراكـز علـى حسـاب الأطـراف
والمثـال الواضـح علـى ذلـك، أن مـدارس التعليم الأساسـي تتـم إقامتهـا فـي القـرى، دون النجـوع والكفـــور والعـــزب حتـــى لـــو بعـــدت المســـافات بيـن بعـض الكفـور والعـزب مـن ناحيـة والقريـة التـــي توجـــد بهـــا المدرســـة مـــن ناحيـــة أخـــرى ،وعلـى المنـوال نفسـه، بالنسـبة لتوزيـع وحـدات الرعايـــة الصحيـــة الأوليـــة وغيرهـــا مـــن الخدمـــات الأساسـية
ثانيهـا، أن مـا يترتـب علـى ذلـك مـن تداعيـــات يعنـــى حرمـــان الفئـــات الســـكانية التـــي تعيـــش فـــي الأطـــراف أو أطـــراف الأطـــراف مـــن حقوقهـــم الأساســـية فـــي التمتـــع بالخدمـــات الأساسـية، وهـى حقـوق أساسـية للمواطـن ممـا يـؤدى إلـى اتسـاع قاعـدة التهميـش الاجتماعـي، ثالثهـا، أن الجهـود التنمويـة غيـر الحكوميـة فـي الغالـــب تتجـــه للمراكـــز أيـــا كان مســـتواها لأن مـا بهـا مـن خدمـات يسـاعدها علـى تنفيـذ كثيـر مـــن أنشـــطتها ممـــا يعمـــق الفجـــوة التنمويـــة الجغرافيـــة لغيـــر صالـــح الأطـــراف الأضعـــف فـــي سلســـلة المراكـــز والأطـــراف، رابعهـــا، أن كل مـــا ســـبق يُشـــكل مـــا يمكـــن أن يطلـــق عليـــه فجـــوة مركبـــة، بمعنـــى أن ســـكان المناطـــق الطرفيـــة خاصـــة حلقاتهـــا الأضعـــف لا يُعانـــون مـن غيـاب العدالـة المكانيـة، ولكـن يجـاور هـذه الفجـوة التنمويـة الجغرافيـة فجـوة ثروة/الفقـر وفجـوة نـوع وفجـوة سـن، وأيضـا نتيجـة غيـاب
الخدمـــات الأساســـية، خاصـــة الصحيـــة وانتشـــار الفقـــر ونقـــص الغـــذاء، والإعاقـــات أيـــا كان نوعهـــا(، وهـــذا يعنـــى إحـــكام حلقـــات الفقـــر ممـــا يجعـــل الخـــروج مـــن الفقـــر أمـرا شـبه مسـتحيل، فمـن يفلـت مـن حلقـة، قـد لا يسـتطع الإفـلات مـن غيرهـا، وبنـاء علـى ذلـك ،فـإن الاقتصـار علـى مجـرد تحليـل بعـض الأرقـام والنسـب علـى مسـتوى الريـف والحضـر لتوضيـح الفجـــوة الجغرافيـــة والتفاوتـــات الإقليميـــة هـــو أحـد مكامـن الخطـر الأساسـية فـي التعامـل مـع هـذه التفاوتـات الإقليميـة، فالقضيـة ذات أبعـاد كيفيـــة لابـــد مـــن أخذهـــا فـــي الاعتبـــار عنـــد وضـــع السياســـات وصياغـــة التدخـــلات، وقبـــل ذلـــك عنـــد التفكيـــر فـــي منهجيـــة جديـــدة لبنـــاء قواعـــد البيانـــات والمســـوح القوميـــة فـــي مصـــر مـــن جانـب، وإعـادة النظـر فـي مؤشـرات التقييـم مـن جانـــب آخـــر، حتـــى لا تخفـــي المتوســـطات القيـــم المتطرفـة والتـي قـد تؤشـر علـى وجـود فجـوات تنمويـــة لـــم تتـــم معالجتهـــا.
إعـادة ترتيـب الأولويـات .. عمـل لائـق وقطاعـات اقتصاديـة محدثـة:
إن الفـرار مـن الدوائـر المفرغـة التـي طالمـا عانينـا منها سنوات طويلة، يقتضي طرح نموذج تنموي أكثـر رحابـة، ينطلـق مـن الحـق فـي العمـل اللائـق ،وهو حق إذا تمت كفالته يتيح للمواطن مساحات فضفاضـة للتمتـع هـو وأسـرته بحقوق أخرى مثلالتعليـم والصحـة وغيرهمـا، إن الانطـلاق مـن الحـق فـي العمـل اللائـق يقتضـي مداخـل مختلفـة للتعامـل مـع مشـكلة الفقـر ذات بعـد كلي، لا تركز علـى المواطـن بصفتـه فـردا، ولكـن تسـتهدف إحـداث نقلـة اقتصاديـة واجتماعيـة تحديثيـة فـي المناطـق المسـتهدفة تقـوم علـى أسـاس التالي:
1. تحديــث وتطويــر قطــاع الزراعــة: يعــد قطــاع الزراعــة هــو القطــاع الاقتصــادي الرئيــس فــي الريــف، ويعانــي مــن مشــكلات جمــة ناتجــة عــن تقليديــة هــذا القطــاع بصفــة عامــة وعــدم الاهتمــام بتحديثــه علــى المســتوى القومــي ،ممــا أدى إلــى انخفــاض إنتاجيتــه، فمعــدلات نمــو الإنتــاج الزراعــي انخفضــت مــن 4.43%، 91 - 2000 إلــى 2.23%، 2011 - 2016، كمــا يعانــى مــن كثيـر مـن القيـود المتعلقـة بالقـدرة التنافسـية للمنتجــات الزراعيــة إقليميــا ودوليــا وتدنــى كفــاءة النظــم الزراعيــة وانخفــاض كفــاءة اســتخدام الميــاه وارتفــاع الفاقــد فــي الأغذيــة وسلاســل القيمــة، فمــا يقــرب مــن 15% مــن المحاصيـل يتـم فقدانـه فـي الحصـاد والتخزيـن والنقــلكل هــذا جعــل هــذا القطــاع طــاردا للعمالــة، وممــا لا شــك فيــه أنــه رغــم تقليديــة قطــاع الزراعــة فــي مصــر بصفــة عامــة، فــإن التحــدي أكثــر صعوبــة فــي ريــف الصعيــد؛ بسـبب عـدم تنـوع قطاعـات الإنتـاج وانخفـاض قــدرة هــذا الإقليــم علــى جــذب اســتثمارات فــي قطاعــات أخــرى، يســود فــي ريــف مصــر الحيــازات الصغيــرة، فثلاثــة أربــاع الحيــازات أقـل مـن هكتـار، يشـتد الأمـر حـدة فـي الصعيـد ،حيــث تقــل مســاحة الحيــازات عــن ريــف الوجــه البحـري، فضـلا عـن ارتبـاط ريـف الوجـه القبلـي بزراعــات قصــب الســكر، وهــى زراعــات تعانــى مــن انخفــاض قيمتهــا مــن ناحيــة ويصعــب التخلــي عنهــا لأســباب فنيــة مــن ناحيــة أخــرى ،وبنـاء علـى ذلـك
فـإن أولـى خطوات الخـروج من الدوائــر المفرغــة فــي هــذا الصــدد هــو العمــل علـى تحديـث قطـاع الزراعـة فـي الريـف تحديثـا شــاملا، بمــا يــؤدى إلــى تحويلــه مــن قطــاع تقليــدي منخفــض الإنتاجيــة إلــى قطــاع حديــث ذي قيمــة مضافــة أعلــى، جــاذب للعمالــة مــع مظلـة حمائيـة جيدة تشـمل تأمينات اجتماعية ،وتأمينًـا صحيًّـا شـاملًا وضمانـًا لحقـوق العمـل ،ممــا يضفــي عليــه الطابــع الرســمي، يســتلزم ذلــك ضــخ مزيــد مــن الاســتثمارات العامــة والخاصـة فـي هـذا القطـاع والعمـل علـى تغييـر منهجيـة إداراتـه مـن خـلال التوسـع فـي الزراعـة التعاقديــة وتطبيــق تقنيــات الميكنــة الحديثــة ،والتــي تــؤدي إلــى رفــع الإنتاجيــة وتوفيــر فــرص عمــل جديــدة فــي صيانــة الآلات وتشــغيلها وإنتــاج مســتلزماتها.
تشـجيع التصنيـع الزراعـي فـي الريـف والـذي يحقـق عـددًا مـن الأمـور:
أولهـا، مزيـد مـن رفـع القيمـة المضافـة للقطـاع الزراعـي
ثانيهـا ، توفيـر مزيـد مـن فـرص العمـل المسـتدام وشـبه المسـتدام خاصـة للنسـاء
ثالثهـا ،الحفـاظ علـى المحاصيـل الزراعيـة مـن الهـدر
رابعهـا، توفيـر الغـذاء، وأخيـرا، خلـق قيـم عمـل حداثيـة قائمـة
علـى الانتظـام فـي مواقـع العمـل والالتـزام بالمواعيـد وتعلـم معاييـر العمـل
الحديثـة ممـا يصـب فـي صالـح تغييـر المنظومـة الثقافيـة الحاكمـة للريـف،
والتـي تسـهم فـي تغييـر كثيـر مـن القيـم الثقافيـة التقليديـة ومـن أهمهـا
الحـد مـن الإنجـاب .ذلـك إعـادة النظـر فـي قوانيـن التعـاون بشـكل جــذري،
ممــا يجعلهــا قــادرة علــى توفيــر أطــر مؤسســية مرنــة وناجحــة للإنتــاج
والتســويق.
أضخم مشروع تنموي لتطوير الريف المصري ( حياة كريمة ) والحماية الإجتماعية
مـــد مظـــال الحمايـــة الاجتماعيـــة وبالأخـــص التأمينـــات الاجتماعيـــة والتأميـــن الصحـــي الشـــامل إلـــى العامليـــن فـــي قطـــاع الزراعـــة ،
بحيـــث يتحـــول هـــذا القطـــاع مـــن قطـــاع غيـــر رســـمي إلـــى قطـــاع
رســـمي، والحقيقـــة أن الفرصـة قائمـة، حيـث يتيـح قانـون التأمينـات
الاجتماعيـة الجديـد فرصـة لتغطيـة العمالـة غيـــر المنتظمـــة.
مدخل ديمقراطي وعادل في تطوير الخدمات الأساسية:
خاصة في الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي باعتبارها أحد المداخل الأساسية
للحد من الفقر وتحقيق العدالة المكانية، وذلك على أساس ضمان معايير الإتاحة
والجودة وقدرة الفئات الأضعف والأكثر هشاشة على الاستفادة منها والاستدامة، يقتضي
النجاح في تحقيق ذلك التالي:
1 . إعادة النظر في معايير توزيع الخدمات الأساسية بشكل أكثر عدالة، بحيث يكون
لأطراف الأطراف مثل النجوع والكفور والعزب نصيب عادل من هذه الخدمات، وربما
يتطلب الأمر بعد ارتفاع عدد سكان القرى المصرية، وزيادة عدد توابعها أن تتم إعادة
النظر في التقسيمات الإدارية القائمة وإنشاء قرى جديدة.
2- توجيه مزيد من الإنفاق الاجتماعي لهذه الخدمات خاصة في المناطق المحرومة ،مما
يتطلب إعادة النظر في تحديد أولويات مؤسسات الدولة التنموية من ناحية والعمل على
زيادة الموارد المحلية المخصصة لذلك ،وأيضا توسيع سلطات الأجهزة المحلية في
المتابعة والرقابة .
3- إجـراء مجموعـة مـن التعديـلات المؤسسـية المطلوبة من أجل جعل العمل في
المنشآت الصحيـة والتعليميـة جاذبـا سـواء عبـر تغييـر نظـام تكليـف الأطبـاء أو
وضـع نظـم أجـور وحوافـز جاذبـة للعامليـن فـي هـذه المنشـآت.
4 . إتاحة مسـاحة للمواطنين للمشـاركة في إدارة الخدمـات الأساسـية ومتابعتهـا
ومراقبتهـا مـن خـلال تنشـيط مجال الأمناء فـي المدارس ومجالس إدارات الوحدات
الصحية، وهي تضم ممثليـن عـن المجتمعـات المحليـة، مـع ابتـداع أشـكال تنظيمية
أخرى، مثل، منتديات متابعة أداء الخدمـات العامـة، وهـي أشـكال موجـودة فـي كثيـر
مـن البلـدات الآسـيوية وهدفهـا ليس فقـط المتابعـة، ولكـن المسـاهمة فـي تذليـل
أي عقبـات تحـول دون كفـاءة الأداء.
وأخيـــرا، يظـــل التحـــول نحـــو اللامركزيـــة الإداريـــة والماليـــة
وفقـــا لمـــا ورد فـــي دســـتور 2014 إطـــارا أساســـيا للإصـــلاح الإداري
والمؤسســـي، ممـــا
يسـتلزم إصـدار قانـون الإدارة المحليـة والشـروع فـــي إجـــراء الانتخابـــات المحليـــة، وربمـــا يتعيـــن الإشـارة ختامـا إلـى أن أحـد أسـباب فشـل تجربـة تنميـة الألـف قريـة الأكثـر فقـرا فـي العقـد الأول مـــن هـــذه الألفيـــة كان الإصـــرار علـــى تنفيذهـــا بشـــكل مركـــزي وتهميـــش دور المؤسســـات المحليـة فـي ذلـك بـكل مسـتوياتها سـواء كانـت تنفيذيـــة أو منتخبـــة.
خاتمة بحث عن تطوير قري الريف المصري ضمن المبادرات القومية التي ترعاها الدولة من حياة كريمة
في نهاية حديثي اوجه شكري لجميع أجهزة الدولة للجهد المبذول في تطوير الريف المصري والتركيز علي توفير حياة آمنة للشعب المصري العظيم في جميع أنحاء البلاد
مصادر بحث عن تطوير قري الريف المصري ضمن المبادرات القومية التي ترعاها الدولة من حياة كريمة
- المدرس بوك
- اليوم السابع
- سكاي نيوز عربية
جميل
نعم
جميل و انقذني في اخر لحظه
هل بأمكاني أخذ هذا البحث من أجل المدرسة
ا
بجد جميل وانقذني شكرآ