ليلة القدر هي ليلةٌ عظيمةٌ في شهر رمضان المبارك، وتعتبر من أفضل الليالي في السنة، ففيها يُغفر للمؤمنين ذنوبهم ويُرفع درجاتهم في الجنة. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم في سورة القدر قائلاً: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ".
العلامات التي تدل على ليلة القدر
هناك علامات قد حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلك العلامات تبين لنا إن كانت ليلة القدر، ومن هنا نبين لكم تلك العلامات:
- يعتبر السماء في هذه الليلة بدرًا كاملاً، ولا يوجد فيها شيء من الغيوم.
- تكون الأرض هادئة جدًا ولا يسمع صوتٌ فيها، حتى صوت الحيوانات يختفي.
- تكون الرائحة في الهواء عطريةً ومنعشةً، وقد يشعر الإنسان برائحةٍ زكيةٍ تفوح من جسده.
- يحدث في الأرض ظاهرةً تُسمى "الطلقة الكبرى"، وهي أن يرتفع من الأرض صوتٌ شديدٌ يُشبه صوت الصاعقة، ويكون هذا الصوت دليلاً على أن الليلة هي ليلة القدر.
- تحدث ظاهرةً في السماء تُسمى "التكون الإشعاعي"، وهي أن يظهر في السماء لمعانٌ مشعةٌ كأنها نجومٌ ساطعةٌ، وتكون هذه اللمعان متواجدة في الجهة الشرقية من السماء.
أحاديث عن صحة علامات ليلة القدر
هناك بعض الأحاديث النبوية التي تشير إلى علامات ليلة القدر، ولكن بعضها متواتر وبعضها ضعيف، ولذلك يجب التأكد من صحة الحديث قبل الاعتماد عليها، ومن ضمن تلك الأحاديث ما يلي:
- من بين الأحاديث المتواترة التي تشير إلى علامات ليلة القدر، حديث عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر".
- وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فإنها في ليلة الوتر، وتحروا في السبع الأواخر، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".
- ومن بين الأحاديث الضعيفة التي تشير إلى علامات ليلة القدر، حديث "إذا كانت ليلة القدر فالأرض تزلزل والأصوات تعظم والملائكة تنزل"، وهذا الحديث ضعيف الإسناد ولا يصح الاعتماد عليه.
تحدثنا عن علامات تدل على ليلة القدر ومع ذلك، فإن تلك العلامات لا يمكن الاعتماد عليها بشكل قاطع للتأكد من وجود ليلة القدر، فالأفضل أن يكون المؤمن دائمًا مستعدًا لهذه الليلة العظيمة بالعبادة والذكر والدعاء، وذلك في جميع الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.